"نيويورك تايمز": بريطانيا تُواجه حرائق غابات وسط تحذيرات من جفاف تاريخي
"نيويورك تايمز": بريطانيا تُواجه حرائق غابات وسط تحذيرات من جفاف تاريخي
تكثّف السلطات البريطانية جهودها لمكافحة حرائق غابات واسعة النطاق اندلعت في أنحاء متفرقة من البلاد، مع تسجيل بداية فصل الربيع الأجف منذ ما يقرب من 70 عامًا.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، اليوم الاثنين، سجّلت أجهزة الطوارئ في اسكتلندا وويلز وإنجلترا خلال الأسبوع الماضي اندلاع حرائق متكررة في مناطق غابات كثيفة، تزامنًا مع انخفاض كبير في منسوب الأنهار وتحذيرات متصاعدة من موجة جفاف غير مسبوقة هذا الصيف.
وأطلقت السلطات الاسكتلندية، صباح السبت، عملية واسعة لإخماد حريق غابات كبير بالقرب من قرية فولدهاوس الواقعة غرب إدنبرة، باستخدام نحو 50 رجل إطفاء تدعمهم مروحية لإسقاط المياه فوق المنطقة المشتعلة، واستمر الحريق حتى مساء الأحد، وسط استمرار حالة التأهب القصوى في البلاد.
تحذيرات للسكان
دعت فرق الطوارئ المواطنين القاطنين قرب موقع الحريق إلى إغلاق النوافذ والأبواب لتجنّب الدخان، فيما أشار مسؤولو الإطفاء إلى أهمية اتباع سلوك مسؤول في المناطق الريفية لتقليل احتمالات نشوب حرائق جديدة.
وأكد بيان رسمي: "يسهم السلوك البشري بشكل مباشر في خفض احتمالية اندلاع النيران، لذا ينبغي التصرف بحذر".
وأشعلت موجة الجفاف المتفاقمة حرائق إضافية في جنوب غرب ويلز، حيث اندلع حريق مساء الجمعة في منطقة تديرها الهيئة الحكومية للغابات قرب مدينة ميردي، وعلى الرغم من السيطرة عليه مؤقتًا، عاود الاشتعال في عدة نقاط صباح السبت قبل أن يُخمد نهائيًا يوم الأحد.
أكبر الحرائق حتى الآن
اضطرت فرق الإطفاء في إنجلترا إلى مواجهة حريق واسع في منطقة دارتمور بمقاطعة ديفون، امتد على مساحة تجاوزت 1200 فدان، وشهدت عمليات الإخماد مشاركة فرق من 13 مركز إطفاء وطائرة مروحية تابعة للشرطة، إضافة إلى وحدات دعم متخصصة بالحياة البرية.
وصنّف خبراء المناخ عام 2025 كأحد الأعوام الأكثر تسجيلًا لـحرائق الغابات في بريطانيا منذ بدء توثيق البيانات، ووفقًا للنظام العالمي لمعلومات حرائق الغابات، فقد تجاوزت المساحات المحترقة حتى نهاية أبريل ما تم تسجيله في أي سنة كاملة خلال العقد الماضي، لكل حريق يتجاوز 30 هكتارًا.
وعزّزت الظروف المناخية الجافة من مخاطر اندلاع النيران، وأشار مكتب الأرصاد الجوية البريطاني إلى أن شهر أبريل شهد 56% فقط من معدله الطبيعي للأمطار، بينما سجل مارس نسبة أقل بلغت 43%، ما جعل ربيع هذا العام الأجف منذ عام 1956.
ورفعت خدمة كوبرنيكوس للمناخ التابعة للاتحاد الأوروبي مستوى الإنذار في أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا إلى "تحذير من الجفاف"، بعد أسابيع من انخفاض منسوب المياه في الخزانات إلى مستويات حرجة.
وفرضت السلطات الأيرلندية الأسبوع الماضي حظرًا على استخدام المياه في الأنشطة الخارجية مثل ري الحدائق لمدة ستة أسابيع.
أزمة مياه وشيكة
لم تفرض السلطات البريطانية حتى الآن قيودًا مماثلة، إلا أن وكالة البيئة في إنجلترا حذّرت من وجود خطر "متوسط" لحدوث موجة جفاف خلال الصيف الحالي، في حال استمرت معدلات هطول الأمطار على هذا النحو المتدنّي.
وأبلغت وكالة حماية البيئة الاسكتلندية عن انخفاض حاد في منسوب الأنهار في مناطق تمتد من دومفريز وغالواي جنوب غربًا إلى بلاك آيل وثورسو شمالًا.
وتشهد بعض مناطق شرق اسكتلندا جفافًا واضحًا، حيث لم تتساقط أمطار غزيرة منذ ثلاثة أسابيع على الأقل، ما زاد من صعوبة السيطرة على الحرائق في ظل طقس مشمس وجاف متوقع خلال الأيام المقبلة.
وتنتظر السلطات وصول كميات محدودة من الأمطار إلى غرب اسكتلندا يوم الاثنين، لكنها لا تتوقع تحسّنًا ملحوظًا في الأحوال الجوية، الأمر الذي يفرض تحديًا إضافيًا أمام فرق الإطفاء التي تواصل جهودها في منطقة فولدهاوس ومحيطها.